كلنا نعرف ان المعلومات بضغطة زر تصل اليك، وكلنا نعرف ان الجميع بإمكانه ان يتعلّم مهارة ويعمل بها

وبنفس الوقت، كلنا نعرف ان القليل منهم هم من سينجحون

ما الذي يخلق الفارق بين الناجح والغير ناجح؟

​

ريادة الاعمال للافراد

او قد تسمّيها شركة الفرد الواحد، وهي ان تُقلع عن مقايضة وقتك بالمال كفريلانسر، وتبدأ تبني بزنس مستدام وحُر، يكون قائم على نفس مهاراتك وتخصصك

ولكن تُصبح له أنظمة وترتيبات، وتحقق هوامش ربح عالية، دون الحاجة للتوسع من خلال موظفين كُثُر

هو ان تُمسك بحرّيتك في الحياة، وتمنع البزنس ان يسلبها منك، وبذات الوقت تحقق دخل عالي، تصل من خلاله الى حرية مال ووقت ومكان وعلاقات

كل ماذكرته هنا جميل، ولاشك انك تطمح اليه، ولكن المقالة ليست لسرد معنى الشركة الفردية، بل هدفها هو ان اوضح لك أنك لن تصل اليها بمجرد المهارة التي تعمل بها

لأن سمات الشركة الفردية هي:

-البساطة

-السرعة

-الاستقلالية

-والمرونة

وكل هذه الامور هي تحديات يواجهها كل من يصب تركيزه على مهارته وحرفته ويتجاهل اهمية المهارات الاخرى وعلى رأسها مهارات البزنس وريادة الأعمال

​

كيف السبيل؟

الجميع يتعلّم المهارة بمفردها، ينجح قليلًا في البداية ثم يقع في حفرة الضياع، لماذا؟

لأن الاغلب يعلّمونك بناء السفينة ويتركونك في اليابسة، فكيف ستُبحر؟

ازمة العصر الحالي لأي صاحب مهارة طموح، هي عدم النظر الى عمله كبزنس، يعمل بدون عقلية ريادية، وهذه بالتحديد المسألة الفاصلة بأن تنجح او تفشل

النجاح ليس في اتقان مهارتك الابداعية ثم تضع نقطة آخر السطر، النجاح ليس في التركيز على زيادة وقتك في العمل

ليكون عملك مستدامًا تحتاج ان تفعل في التالي:

1-
تثقيف نفسك بعالم ريادة الأعمال ومهاراتها

2-
بناء الأنظمة لكي لاتستمر بمقايضة كل وقتك لأجل المال. نظام للتشغيل، نظام لوصول العملاء المحتملين، نظام للتسويق، وغيره

3-
ادخال الأتمتة والذكاء الاصطناعي. من خلال مراقبتك للخطوات والإجراءات في عملك، ستجد مواطن يمكن استبدالها بالذكاء الاصطناعي والأتمتة

4-
التركيز على زيادة القيمة بدلًا من التركيز على زيادة العملاء. ارفع من قيمة اسمك ومن قيمة الخدمات التي تقدمها، هذا افضل بكثير من زيادة اعداد العملاء

ان تستمر في مقايضتك لوقتك هي خطوة ناجحة لبقائك على اليابسة

​

المزيد لا يعني الافضل

ماقبل 2023 كنت انظر الى (المزيد) على انه حبكة مميزة للنجاح، ووقعت في ذلك الفخ لأن نظرتي لازالت نظرة فريلانسر وليس ريادي

تعلّمت بالتجربة.. أن كثرة الخدمات والتعقيدات والتفاصيل والأنظمة لاتساوي النجاح، بل كل ماتحتاجه هو ابسط نظام فعّال

لو عدنا الى سمات الشركات الفردية سنجد المرونة والاستقلالية والسرعة، اذًا كيف سنحققها بدون البساطة؟

اجمل مافي الشركات الفردية هي سرعة ركوب الموج، نحن في زمن سريع التغيّر والتجدّد، كلما كانت سفينتك ثقيلة كلما اصطدمت بأمواج المحيط، والعكس صحيح

تخصص واحد+نظام عمل واحد+عميل مثالي واحد، هذا كل ماتحتاجه

هذه هي البساطة مع الكفاءة، وهذا هو التركيز